يرى المؤلف بأن الفنان المسلم لم يخرج عن الثوابت العقائدية بل كان إيمانه بوحدانية الخالق وشهادته بالرسالة هو الرافد الأساسي والوحيد في إبداعياته الفنية على تنوعها، وكانت العمارة أكثر تلك التنوعات الفنية تعبيراً أو ترجمة لهذا الإيمان، إذ كان الفنان المسلم متصوفاً وفيلسوفاً ومفكراً، يترجم بإبداعياته المعمارية ما يكنه قلبه من إيمان صادق يمتلك مشاعره ووجدانه ويقود ويهدى عقله وفكره إلى الصراط المستقيم.
وكانت عمارة المساجد على رأس تلك الإبداعات المعمارية، بل هي أول ما عرفه المسلم في عمرانه وعمارته. ويأتي هذا الكتاب للاستدلال العلمي والتحليل المتعمق لقراءة هذه الإبداعات وصياغة المنظومة الفكرية والمنظومة الرمزية لنهج الواحد في عمارة المساجد على اتساع البيئات الثقافية للأمة الاسلامية من الصين إلى الأندلس وامتداد تاريخ الحضارة منذ عصر الفتوحات إلى عصر الانكسارات.
ويرسم المؤلف هنا ملامح المدخل من خلال تحديد المعايير لأحكام المساجد وعمارتها، مع تقديم نموذج لعمارة مسجد والفكر التصميمي له معتمداً على رؤية المؤلف المعماري وممارسته التطبيقية للعمارة المبنية على المنظومات الهندسية كمنظم وقانون لصياغة التناغم في البناء الفراغي والتشكيلي. أما النهج وهو الصراط إلى الحق والحقيقة.. إلى وجه الواحد سبحانه فيرسمه خطان متوازيان لا يتقاطعان ولكنهما محوران متلازمان.
محور الزمان والمكان ـ القالب المعماري: الصيغة المطلقة وترتبط بروح المجتمع ومورثاته الحضارية نحو المنظومة الفكرية. ويخرج المؤلف برؤية جديدة قد تكون مغايرة في محاولة لإعادة تصنيف المساجد من حيث إنها عمارة وليست مجرد مباني.
محور الانسان ـ اللغة المعمارية: الصيغة النسبية وترتبط بالحدث والموضوع وتتحدد بها نحو المنظومة الرمزية لنهج عمارة المساجد ويعرج المؤلف في آفاق الحدث الأعلى للمسلم ليستقرأ مفردات هذه اللغة رموزاً تعبيرية يخاطب بها المعماري مجتمعه.
والتلازم النسبي لهذان المحوران يفضي إلى نهج الواحد في عمارة المساجد.
Reviews
There are no reviews yet.