يستشعر المؤلف في هذا الكتاب رومانسية الصحراء في ابداعيات الانسان، بحثا عن واقعية وهروباً إلى خيال. ولد الانسان ليبقى، وبقى الإنسان ليموت، وبين الميلاد والموت هو مستخلف من الخالق في عمارة الأرض مسئوليه تحملها بفطرته. فطرة وإرادة في البقاء لا الخلود.
من هذا المبدأ يعتقد المؤلف إن حتمية الوجود والبقاء تفرض على الإنسان التحدي من أجل الوجود والانسجام من أجل البقاء. فالإنسان من بين المخلوقات هو وحده صاحب العقل والاختيار وإرادة الحياة والبقاء. بموروثات متراكمة حملها عن سلفه ليحملها إلى خلفه.
وقد قامت الحضارات من هذا التنوع الإبداعي، وتوارث الاجيال الثقافات. لذا بقيت المجتمعات تحيا وتسبح بحمده وترتل كلماته ترتيلاً ينسجم مع كل مخلوقاته. يصور الكتاب هذي العملية بأنه خروج من فطرة المفعول، إلى إرادة الفاعل.
ثلاثة ترانيم لسمفونية البقاء في عمارة الصحراء انسجمت مع بعضها، تباعدت أزمانها واختلفت ظروفها الحضارية، وتناغمت تردداتها وتشكيلاتها وتكويناته: عبق التاريخ، وحياة المجتمع، وعقل الانسان المبدع.
Reviews
There are no reviews yet.